لا حياة لمن تنادي
صفحة 1 من اصل 1
لا حياة لمن تنادي
إستيقظت رجاء مبكراً كعادتها صباحاً لتتفقد حديقتها
الخاوية إلا من ذكرياتها الجميلة
والتي تعيد لحياتها الراكدة نوعاً من البريق
الذي تلاشى مع مرور الوقت
حتى باتت تضاريس وجهها كخارطة كتاب مفتوح
يقرأه كل من نظر إليها
هنالك كانوا أولادها يلهون ويلعبون وكانوا تحت إمرتها
وفي قبضة يدها
بعد ان توفي الزوج وأصبحت هي الأم والأب والعائله
كبرت رجاء بعد أن أفنت حياتها لتربية أولادها
وكلٌ ذهب ليشق طريقه في خضم الحياة المريرة
ولكنها لم تفقد الأمل في عودتهم
فكانت تحمل الفأس لتزرع وتقلع في حديقتها
لتقنع نفسها انها ما زالت قادرة على العطاء
وفجأة هوت قدمها في حفرة عميقة
كانت قد أعدتها لتصنع منها بركة سباحة لأولادها
وأخذت تصرخ وتنادي على أولادها الغائبون عنها
ولا شيئ يرد صراخها سوى صدى صوتها الذي أدماها
حزناً وألماً على إفتقادهم وهي بأمس الحاجة إليهم
وإذ بأحد الجيران سمع صرخاتها المتتالية
وقفز من سور الحديقة لمساعدتها
فأمسك بيدها والدموع تنهمر من عينيها وأدخلها الي بيتها
وأسرع الى التليفون لطلب الإسعاف لرجاء
وما كان منها إلا وأن طلبت منه أن يحضر لها البوم صور أولادها
وقالت له بملئ فاهها تمهل قليلاً يا بني
فإن أولادي قادمون ..
-
-
-
ولا حياة لمن تنادي
منقول
القلب الوفي- عدد المساهمات : 1262
نقاط : 3359
تاريخ التسجيل : 21/06/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى